المرجو منكم الاجتهاد و البحث و العمل على تحليل النص و مناقشته ، أعلم أنه لم يتم تدريس هذه المفاهيم بعد و ليكم بالإجتهاد ي سبب
واجب منزلي

واجب منزلي

نص ديكارت: الهوية والفكر

«أي شيء أنا إذن؟ أنا شيء مفكر، وما الشيء المفكر؟ إنه شيء يشك ويفهم، ويتصور، ويثبت، وينفي، ويريد، ويتخيل، ويحس أيضًا. إنه ليس بالأمر اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي. ولم لا تكون من خصائصها؟ ألست أنا ذلك الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء تقريبًا؟ وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء ويتصورها ويؤكد أنها وحدها صحيحة، وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، ويأبى أن يخدع ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانًا، ويحس منها الكثير أيضًا بواسطة أعضاء الجسم؟ فهل هناك من ذلك كله شيء لا يعادل في صحته اليقين بأني موجود؟ حتى لو كنت نائمًا دائمًا وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لإضلالي؟ وهل هنالك أيضًا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عني أو يمكن القول بأنها منفصلة عني؟ فبديهي كل البداهة أنني أنا الذي أشك وأنا الذي أفهم وأنا الذي أرغب، ولا حاجة إلى شيء لزيادة الإيضاح. ومن المحقق كذلك أن لدي القدرة على التخيل: لأنه على الرغم من أنه من الممكن – كما افترضت فيما سبق – أنه لا شيء مما أتخيل حقيقي، فإن هذه القدرة على التخيل لا تنفك أن تكون جزءًا من فكري. وأنا أخيرًا الشخص عينه الذي يحس، أي الذي يدرك أشياء معينة بواسطة الحواس. من هنا بدأت أعرف أي شيء أنا بقدر من الوضوح والتميز يزيد عما كنت أعرف من قبل».

رينيه ديكارت، التأملات الميتافيزيقية، الكتاب المدرسي: منار الفلسفة، الثانية باكلوريا

الأسئلة والإجابات:

  • حدد المفهوم المركزي للنص.
  • الذات كموجود مفكر، أي أن الهوية تتأسس على الفكر والوعي وليس على الجسد. الجوهر الحقيقي للإنسان هو الفكر.
  • حدد صفات التفكير التي ذكرها النص وارسمها في خطاطة.
  • الشك
    الفهم
    التخيل
    التأكيد
    النفي
    الإرادة
    الإحساس
  • لماذا صفات التفكير هذه دليل على وجوده؟
  • كل صفة تتطلب وجود من يقوم بها، فالشك نفسه دليل على وجود الذات. الفكر والإرادة والإحساس تثبت أن الإنسان جوهر عقلي واعٍ.
  • ابحث عن مفهوم البداهة.
  • وضوح وتميز الشيء بحيث لا يقبل الشك أو الإنكار، مثال: إدراك الذات "أنا أفكر" بداهة.
  • هل يمكن في نظرك أن تكون الحواس جزءا من التفكير؟
  • ليست المصدر الأساسي للمعرفة اليقينية لكنها تزود العقل بالمادة الخام للتفكير.
  • يطرح ديكارت قضية الشك كجزء من إثبات وجوده، ابحث عن الشك الديكارتي وبين أهميته في بناء أطروحته.
  • أداة منهجية لتصفية غير المؤكد والوصول إلى اليقين الأول: الذات مفكرة موجودة. يميّز المعرفة الحقيقية عن الوهم ويؤسس الفلسفة على يقين عقلي.

    نص جون لوك: الوعي والهوية الشخصية

    «لكي نهتدي إلى ما يكون الهوية الشخصية لا بد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. وسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر بل هو ضروري وأساسي تمامًا بالنسبة للفكر، ما دام لا يمكن لأي كائن أن يدرك إدراكًا فكريًا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكًا فكريًا. عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته. وبقدر ما يمتد ذلك الوعي بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع. فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر.»

    جون لوك، مقالة في الفهم البشري، الكتاب II، فصل 27، فقرة 9. ترجمه إميليان نايرت، باريس، 1994، ص 264-265

    الأسئلة والإجابات:

  • حدد مفهوم الشعور حسب جون لوك.
  • الوعي الذاتي بالأفعال والأفكار الخاصة، وهو ما يتيح التعرف على الذات.
  • ما الفرق بين الفكر والشعور؟
  • الفكر: النشاط العقلي بحد ذاته.
    الشعور: الوعي الذاتي بالعملية الفكرية.
  • ما الذي يقصده جون لوك بقوله: "هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا"؟
  • كل إدراك أو شعور مرتبط مباشرة بالذات التي تقوم به، ما يضمن استمرارية الهوية الشخصية.
  • ما الذي يجعل الهوية تمتد عبر الزمن حسب جون لوك؟
  • بفضل الوعي المستمر بالذات وبأفعالها الماضية، فالذات الحالية هي نفسها التي قامت بالأفعال السابقة.
  • قارن بين تصور ديكارت وتصور جون لوك للهوية الشخصية.
  • ديكارت: الذات هي فكر موجود، أساس الهوية: الفكر والإرادة والإحساس، الاستمرارية: الذات تفكر دائمًا، الجسد ليس جوهريًا.
    لوك: الذات هي وعي الشخص بأفعاله، أساس الهوية: الشعور/الوعي الذاتي المستمر، الاستمرارية: الهوية تمتد عبر الزمن، الجسد يدعم الإدراك لكنه ليس أساس الهوية.

    نص شوبنهاور: الهوية والإرادة

    «على ماذا تتوقّف هوية الشخص؟ ليس على مادّة جسمه، فإنّ هذه تتجدّد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنّه يتغيّر في مجموعه وأجزائه المختلفة، اللهمّ إلاّ في تعبير النظرة، ذلك أنّه بفضل النظر نستطيع أن نتعرّف على شخص ولو مرّت سنوات عديدة… هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائمًا في هويّة مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان… ولا شكّ أنّنا قد تعوّدنا تبعا لعلاقتنا بالخارج أن نعتبر الذات العارفة هي ذاتنا الحقيقية، ولكن هذه الذات ليست سوى وظيفة بسيطة للمخّ، وليست هي ذاتنا الحقيقية، أمّا هذه التي هي نواة وجودنا، فهي التي تختفي وراء الأخرى، وهي التي لا تعرف في قراراتها غير شيئين: أن تريد أو ألاّ تريد».

    أرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثّلا، ترجمة بوردو، م. ج. ف، 1966، ص 943

    الأسئلة والإجابات:

  • بين النقد الذي وجّهه شوبنهاور للجسد والذاكرة.
  • الجسد: شوبنهاور يرى أن الجسد غير ثابت؛ فهو يتغير باستمرار في أجزائه ومكوناته، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كمقياس لهوية الشخص. حتى مظهر الشخص يتغير، ولا يعكس الجوهر الثابت للذات.
    الذاكرة: رغم أن الناس عادةً يربطون الهوية بالذاكرة (الذكرى المترابطة للأحداث)، إلا أن شوبنهاور يوضح أن هذا غير كافٍ لتفسير الهوية الجوهرية. فالكثير من الأحداث تُنسى، والسن أو المرض أو إصابة المخ يمكن أن تمحو الذكريات، ومع ذلك تبقى الهوية قائمة.
    النتيجة: الجسد والذاكرة قد يقدمان صورة سطحية عن الشخص، لكنهما لا يعكسان نواة وجوده الثابتة.
  • ما هو أساس هوية الشخص عند شوبنهاور؟
  • أساس هوية الشخص الإرادة والطبع الثابت.
    الهوية ليست مرتبطة بالوعي العارض أو الوظائف العقلية اليومية، بل بما هو جوهري وثابت في الإنسان.
    الإرادة هي ما يبقى مع الذات دائمًا، أي القدرة الأساسية على الاختيار: أن تريد أو ألاّ تريد.
    هذا الطبع الثابت والإرادة هما نواة وجود الإنسان، وهما ما يضمن استمرار هويته بغض النظر عن التغيرات الزمنية والجسدية.
  • ابحث عن تعريف لمفهوم الإرادة عند شوبنهاور.
  • الإرادة هي الجوهر الثابت للذات، القوة الداخلية التي تتحكم في رغبات الإنسان وقراراته.
    هي العنصر الذي يبقى مع الذات بغض النظر عن مرور الزمن أو تحولات الوعي أو الحواس.
    بعبارة أخرى، الإرادة هي الأساس الحقيقي لهوية الشخص، وهي الجوهر الذي يجعل الفرد ذاته، وليس الفكر أو المعرفة العابرة أو الإدراك الحسي.
    يمكن القول إن الإرادة عند شوبنهاور تمثل الحرية الداخلية والجوهر الذي يميز الشخص عن غيره.
    المرجو منكم الاجتهاد و البحث و العمل على تحليل النص و مناقشته ، أعلم أنه لم يتم تدريس هذه المفاهيم بعد و ليكم بالإجتهاد ي سبب
    واجب منزلي

    واجب منزلي

    نص ديكارت: الهوية والفكر

    رينيه ديكارت، التأملات الميتافيزيقية، الكتاب المدرسي: منار الفلسفة، الثانية باكلوريا

    «أي شيء أنا إذن؟ أنا شيء مفكر، وما الشيء المفكر؟ إنه شيء يشك ويفهم، ويتصور، ويثبت، وينفي، ويريد، ويتخيل، ويحس أيضًا. إنه ليس بالأمر اليسير أن تكون هذه كلها من خصائص طبيعتي. ولم لا تكون من خصائصها؟ ألست أنا ذلك الشخص نفسه الذي يشك الآن في كل شيء تقريبًا؟ وهو مع ذلك يفهم بعض الأشياء ويتصورها ويؤكد أنها وحدها صحيحة، وينكر سائر ما عداها، ويريد أن يعرف غيرها، وأبى أن يُخدع ويتصور أشياء كثيرة على الرغم منه أحيانًا، ويحس منها الكثير أيضًا بواسطة أعضاء الجسم؟ فهل هناك من ذلك كله شيء لا يعادل في صحته اليقين بأني موجود؟ حتى لو كنت نائمًا دائمًا وكان من منحني الوجود يبذل كل ما في وسعه من مهارة لإضلالي؟ وهل هنالك أيضًا صفة من هذه الصفات يمكن تمييزها عني أو يمكن القول بأنها منفصلة عني؟ فبديهي كل البداهة أنني أنا الذي أشك وأنا الذي أفهم وأنا الذي أرغب، ولا حاجة إلى شيء لزيادة الإيضاح. ومن المحقق كذلك أن لدي القدرة على التخيل: لأنه على الرغم من أنه من الممكن – كما افترضت فيما سبق – أنه لا شيء مما أتخيل حقيقي، فإن هذه القدرة على التخيل لا تنفك أن تكون جزءًا من فكري. وأنا أخيرًا الشخص عينه الذي يحس أي الذي يدرك أشياء معينة بواسطة الحواس. من هنا بدأت أعرف أي شيء أنا بقدر من الوضوح والتميز يزيد عما كنت أعرف من قبل».

    السؤال الإجابة والتحليل
    حدد المفهوم المركزي للنص. الذات كموجود مفكر، أي أن الهوية تتأسس على الفكر والوعي وليس على الجسد. الجوهر الحقيقي للإنسان هو الفكر.
    تحليل: ديكارت يبرز أن الهوية الحقيقية هي النشاط العقلي المستمر الذي يثبت الذات، بغض النظر عن تغيرات الجسم أو العالم الخارجي.
    حدد صفات التفكير التي ذكرها النص. الشك، الفهم، التخيل، التأكيد، النفي، الإرادة، الإحساس.
    تحليل: هذه الصفات توضح كيف يثبت الإنسان وجوده من خلال أنشطته العقلية المختلفة. كل صفة تتطلب فاعلًا موجودًا وتوضح طبيعة الذات المفكرة.
    لماذا صفات التفكير هذه دليل على وجوده؟ كل صفة تتطلب من يقوم بها، فالشك يدل على وجود الذات، والفكر والإرادة والإحساس تثبت أن الإنسان جوهر عقلي واعٍ.
    تحليل: إثبات وجود الذات يبدأ من اليقين بالأنشطة العقلية المستمرة، وهو أساس مبدأ "أنا أفكر إذن أنا موجود". كل نشاط عقلي لا يمكن أن يتم إلا بوجود فاعل حي وواعي.
    ابحث عن مفهوم البداهة. وضوح وتميز الشيء بحيث لا يقبل الشك أو الإنكار.
    تحليل: البداهة عند ديكارت تمثل النقطة الأساسية للمعرفة اليقينية. إدراك الذات بوضوح وتميز هو أساس الفلسفة العقلية، وهو ما يجعل كل معرفة تبدأ من شيء يقيني لا يمكن دحضه.
    هل يمكن في نظرك أن تكون الحواس جزءا من التفكير؟ الحواس تزود العقل بالمادة الخام للتفكير لكنها ليست المصدر الأساسي للمعرفة اليقينية.
    تحليل: العقل يميز بين الحقيقة والوهم، وبالتالي التفكير العقلي مستقل عن حواس الإنسان في الوصول إلى اليقين، مما يجعل الحواس أدوات مساعدة وليست الأساس.
    الشك الديكارتي وأهميته في بناء الأطروحة. أداة منهجية لتصفية غير المؤكد والوصول إلى اليقين الأول: الذات مفكرة موجودة.
    تحليل: الشك المنهجي يمكّن من التمييز بين المعرفة الصحيحة والوهم، ويؤسس فلسفة مبنية على اليقين العقلي. الشك ليس هدفًا بحد ذاته بل وسيلة للوصول إلى معرفة لا جدال فيها.

    نص جون لوك: الوعي والهوية الشخصية

    جون لوك، مقالة في الفهم البشري، الكتاب II، فصل 27، فقرة 9. ترجمه إميليان نايرت، باريس، 1994، ص 264-265

    «لكي نهتدي إلى ما يكون الهوية الشخصية لا بد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر بل هو ضروري وأساسي تمامًا بالنسبة للفكر، ما دام لا يمكن لأي كائن أن يدرك إدراكًا فكريًا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكًا فكريًا. عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته. وفي هذه الحالة لا نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة. إذ لما كان الوعي يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنًا عاقلًا يبقى دائمًا هو هو. وبقدر ما يمتد ذلك الوعي بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع. فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر.»

    السؤال الإجابة والتحليل
    حدد مفهوم الشعور حسب جون لوك. الوعي الذاتي بالأفعال والأفكار الخاصة، وهو ما يتيح التعرف على الذات.
    تحليل: الشعور عند لوك هو الرابط بين الفكر والهوية المستمرة؛ بدون هذا الوعي المستمر لا يمكن تحديد الذات. الشعور يضمن استمرارية الذات رغم تغير الظروف.
    ما الفرق بين الفكر والشعور؟ الفكر: النشاط العقلي.
    الشعور: الوعي الذاتي بالعملية الفكرية.
    تحليل: الفكر هو القدرة على الشك والتصور، والشعور هو وعي الإنسان بهذه القدرة، مما يضمن استمرارية الهوية عبر الزمن.
    ما الذي يقصده بقوله: "هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا"؟ كل إدراك مرتبط مباشرة بالذات التي تقوم به، مما يضمن استمرارية الهوية الشخصية.
    تحليل: المعرفة ليست مجرد معلومات عن العالم، بل تجربة واعية مستمرة، وهذا يجعل الهوية متماسكة رغم التغيرات الزمنية والجسدية.
    ما الذي يجعل الهوية تمتد عبر الزمن حسب جون لوك؟ الوعي المستمر بالذات وأفعالها الماضية.
    تحليل: الهوية ليست مرتبطة بالجسد أو الجوهر المادي، بل بالوعي الذاتي المستمر الذي يربط الماضي بالحاضر ويجعل الذات نفسها على الرغم من مرور الزمن.
    قارن بين تصور ديكارت وتصور جون لوك للهوية الشخصية. ديكارت: الذات هي فكر موجود، الجوهر عقلي، الاستمرارية في التفكير، الجسد غير جوهري.
    لوك: الذات هي وعي الشخص بأفعاله، الجوهر هو الوعي الذاتي، الاستمرارية عبر الوعي بالأفعال الماضية، الجسد داعم ولكنه ليس أساس الهوية.
    تحليل: ديكارت يركز على الفكر العقلي المستقل، بينما لوك يركز على الوعي الذاتي المستمر عبر الزمن، ما يجعل الهوية تجربة واعية مستمرة ومرتبطة بالذات الفردية.

    نص شوبنهاور: الهوية والإرادة

    أرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثّلا، ترجمة بوردو، م. ج. ف، 1966، ص 943

    «على ماذا تتوقّف هوية الشخص؟ ليس على مادّة جسمه، فإنّ هذه تتجدّد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنّه يتغيّر في مجموعه وأجزائه المختلفة، اللهمّ إلاّ في تعبير النظرة، ذلك أنّه بفضل النظر نستطيع أن نتعرّف على شخص ولو مرّت سنوات عديدة، وباختصار فإنّه رغم التحوّلات التي يحملها الزمن إلى الإنسان، يبقى فيه شيء لا يتغيّر، بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدّا أن نتعرّف عليه، وأن نجده على حاله، وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا، فقد نشيخ ونهرم، ولكنّنا نشعر في أعماقنا أنّنا ما زلنا كما كنّا في شبابنا، بل حتّى في طفولتنا، هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هويّة مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان، وقد يرى الناس عامة أنّ هويّة الشخص تتوقّف على هويّة الشعور، فإذا كنّا نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا، فإنّها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هويّة الشخص)، وليس من شكّ أنّنا نعرف عن حياتنا الماضية أكثر ممّا نعرف عن رواية قرأناها ذات مرّة، ورغم ذلك فإنّ ما نعرفه عن هذه الحياة قليل، فالحوادث الرئيسية والمواقف الهامّة محفورة في الذاكرة، أمّا الباقي فكلّ حادثة نذكرها تقابلها آلاف الحوادث التي يبتلعها النسيان، وكلّما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلّف وراءها أثرا، ويستطيع تقدّم السنّ أو المرض، أو إصابة في المخّ أو حمق أن يحرمنا كلّية من الذاكرة، ومع ذلك فإنّ هويّة الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمرّ للتذكّر، إنّها تتوقّف على الإرادة التي تظلّ في هويّة مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثّله (...)، ولا شكّ أنّنا قد تعوّدنا تبعا لعلاقتنا بالخارج أن نعتبر الذات العارفة هي ذاتنا الحقيقية، ذاتنا العارفة التي تغفو في المساء ثمّ تستغرق في النوم، للتألّق في الغد تألّقا أقوى، ولكن هذه الذات ليست سوى وظيفة بسيطة للمخّ، وليست هي ذاتنا الحقيقية، أمّا هذه التي هي نواة وجودنا، فهي التي تختفي وراء الأخرى، وهي التي لا تعرف في قراراتها غير شيئين: أن تريد أو ألاّ تريد».

    السؤال الإجابة والتحليل
    بين النقد الذي وجّهه شوبنهاور للجسد والذاكرة. الجسد: شوبنهاور يرى أن الجسد غير ثابت؛ فهو يتغير باستمرار في أجزائه ومكوناته، وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليه كمقياس لهوية الشخص. حتى مظهر الشخص يتغير، ولا يعكس الجوهر الثابت للذات.
    الذاكرة: رغم أن الناس عادةً يربطون الهوية بالذاكرة، إلا أن هذا غير كافٍ لتفسير الهوية الجوهرية. فالكثير من الأحداث تُنسى، والسن أو المرض أو إصابة المخ يمكن أن تمحو الذكريات، ومع ذلك تبقى الهوية قائمة.
    تحليل: الجسد والذاكرة قد يقدمان صورة سطحية عن الشخص، لكنهما لا يعكسان نواة وجوده الثابتة. الجوهر الحقيقي هو الإرادة والطبع الثابت.
    ما هو أساس هوية الشخص عند شوبنهاور؟ الإرادة والطبع الثابت.
    تحليل: الإرادة تمثل النواة الداخلية للذات، وتضمن استمرار الهوية مهما تغيرت الظروف الخارجية أو اختفت الذكريات. الهوية الحقيقية لا تعتمد على الوظائف العقلية العابرة.
    ابحث عن تعريف لمفهوم الإرادة عند شوبنهاور. الإرادة هي الجوهر الثابت للذات، القوة الداخلية التي تتحكم في رغبات الإنسان وقراراته.
    تحليل: الإرادة تمثل الحرية الداخلية والجوهر الذي يميز الشخص عن غيره، وهي ما يجعل الذات مستقلة عن تغيرات الجسد والوعي الظاهر. بالإرادة يعرف الفرد ذاته الحقيقية.
    المرجو منكم الاجتهاد و البحث و العمل على تحليل النص و مناقشته ، أعلم أنه لم يتم تدريس هذه المفاهيم بعد و ليكم بالإجتهاد ي سبب
    تحليل فلسفي معمق للنصوص حول الهوية والذات

    تحليل فلسفي معمق للنصوص حول الهوية والذات

    المقدمة

    تعد مسألة الهوية الشخصية من أكثر القضايا فلسفية عمقًا وتعقيدًا، إذ تتناول العلاقة بين الذات والوعي والفكر والإرادة. الهوية الشخصية تمثل استمرارية الإنسان على مدى الزمن، وهي تحدد "من هو الفرد" بما يتجاوز المظاهر الجسدية والوظائف العقلية العابرة. لقد اهتم كل من ديكارت، لوك، وشوبنهاور بتقديم تصور للهوية، مع اختلاف المنطلقات الفلسفية: عقلية بحتة عند ديكارت، معرفية وواعية عند لوك، وإرادية جوهرية عند شوبنهاور. هذا الاختلاف يعكس تنوع الرؤى حول ما يشكل الجوهر الحقيقي للإنسان واستمراريته عبر الزمن.

    التحليل والمناقشة

    1. نص ديكارت: الهوية والفكر

    ينطلق ديكارت من قاعدة فلسفية أساسية: "أنا أفكر إذن أنا موجود". يرى أن الفكر هو الجوهر الحقيقي للذات، وأن صفاته الأساسية – الشك، الفهم، التخيل، التأكيد، النفي، الإرادة، والإحساس – جميعها دليل على وجود الذات.

    • الشك: أداة منهجية لاستبعاد كل ما هو غير مؤكد. الشك هنا ليس غاية، بل وسيلة للوصول إلى يقين مطلق: وجود الذات المفكرة.
    • الفهم والتصور: النشاط العقلي الذي يسمح بالتمييز بين الحقيقة والوهم، ويبرز استقلال الفكر عن الجسد والزمان.
    • الإرادة: القدرة على الاختيار والقرار، وهي تؤكد الذات كفاعل واعٍ قادر على التأثير على العالم العقلي.
    • الإحساس: ليس مصدر اليقين، لكنه جزء من الفكر لأنه يظهر للذات نشاطها العقلي في مواجهة الواقع.
    • البداهة: تمثل الإدراك الذي لا يقبل الشك، وهو حجر الزاوية في بناء معرفة فلسفية متينة.

    تحليل معمق: ديكارت يرى أن الهوية لا تتوقف على الجسد ولا على الحواس العابرة. الجوهر العقلي هو ما يضمن استمرار الذات، إذ لا يمكن أن يشك أو يفهم أو يتصور أو يريد إلا إذا كان موجودًا بالفعل. هذا يوضح أن الهوية مستقلة عن المادة، وهي عقلية بالأساس. فلسفة ديكارت تمثل الاعتماد على الفكر واليقين العقلي كأساس للهوية، حيث يبقى الإنسان ذاته عبر إدراكه لنشاطه العقلي.

    2. نص جون لوك: الوعي والهوية الشخصية

    لوك يربط الهوية بالوعي الذاتي، ويعتبر أن الشعور المستمر بالأفعال والأفكار الخاصة هو ما يضمن استمرار الذات عبر الزمن.

    • الشعور: هو وعي الفرد بما يقوم به من أفعال وأفكار، ويعتبر شرطًا لازمًا للتمييز بين الذات وأي كائن آخر.
    • الفرق بين الفكر والشعور: الفكر هو النشاط العقلي ذاته، أما الشعور فهو الوعي بالعملية الفكرية، أي إدراك الذات لنشاطها.
    • استمرارية الهوية: تتحقق عبر الوعي المستمر بالأفعال الماضية، فالذات الحالية هي نفسها التي قامت بتلك الأفعال، ما يخلق صلة زمنية وثيقة بين الماضي والحاضر.
    • العلاقة بالزمن: الهوية تمتد عبر الزمن بفضل الوعي الذي يربط التجربة الراهنة بالذكريات، وهو ما يجعل الشخص الواحد يحتفظ بهويته رغم تغير الظروف والأحداث.

    تحليل معمق: لوك يقدم رؤية أكثر ديناميكية للهوية، حيث لا يكفي الفكر وحده، بل لا بد من الشعور والوعي الذاتي المستمر لتأكيد استمرارية الذات. الهوية مرتبطة بالذاكرة، لكنها ليست مجرد سجل للأحداث، بل تجربة واعية للذات التي تعي أفعالها وتربطها ببعضها.

    3. نص شوبنهاور: الهوية والإرادة

    • النقد للجسد والذاكرة: الجسد متغير باستمرار، والذاكرة غير كافية لتحديد الهوية الجوهرية. حتى لو فقد الإنسان ذاكرته بالكامل، تبقى الإرادة والطبع الثابت موجودين، وهما ما يضمنان استمرار الذات.
    • أساس الهوية: الإرادة هي القوة الداخلية الثابتة التي تجعل الشخص هو ذاته. الطبع الثابت يحدد القرارات الأساسية للذات.
    • تعريف الإرادة: جوهر الذات، قوة داخلية تحدد الاختيارات والرغبات، وهي ما يجعل الفرد مستقلاً عن تغيرات الجسد أو وظائف المخ المؤقتة.

    تحليل معمق: شوبنهاور يقدم بعدًا جديدًا للهوية يتجاوز الفكر والوعي، حيث الإرادة هي الجوهر المتفرد للذات. الهوية ليست مجرد إدراك أو تفكير، بل قدرة على الاختيار الداخلي الثابت. هذا البعد يضمن استمرار الذات على الرغم من تحولات الزمن والجسد والوظائف العقلية العابرة، ويبرز الحرية الداخلية للفرد.

    المقارنة بين الفلاسفة الثلاثة

    الجانب ديكارت لوك شوبنهاور
    الجوهر الفكر واليقين الوعي والشعور بالذات الإرادة والطبع الثابت
    الأساس النشاط العقلي المستمر الوعي المستمر بالأفعال الماضية الإرادة الداخلية المستقرة
    الاستمرارية الفكر الحالي فقط الامتداد عبر الزمن بواسطة الوعي ثابتة رغم تغير الجسد والذاكرة
    العلاقة بالجسد غير جوهري داعم للإدراك لا يعكس الجوهر الحقيقي
    العلاقة بالزمن اللحظة الحالية امتداد الوعي بالذات عبر الزمن الإرادة تتجاوز الزمن

    الخاتمة

    تُظهر هذه النصوص أن الهوية الشخصية ليست مجرد مظهر خارجي أو مجموعة من الذكريات العابرة، بل هي جوهر داخلي مستمر يضمن للذات التماسك والتميز. ديكارت يركز على الفكر واليقين كأساس للهوية، لوك يضيف بعد الزمن ووعي الذات بالأفعال السابقة، وشوبنهاور يتجاوز الاثنين ليضع الإرادة والطبع الثابت كقاعدة جوهرية للذات. من خلال هذا التحليل، نفهم أن الهوية شخصية تتجذر في النشاط الداخلي للفرد، سواء كان فكريًا، واعيًا، أو إراديًا، وليس في الجسد أو الذاكرة العابرة، مما يوضح عمق التفكير الفلسفي حول ماهية الإنسان واستمراريته.

    يوجد الإنسان وبوجه عام كلّ كائن عاقل بوصفه غاية في ذاته، وليس مجرّد وسيلة يمكن أن تستخدمها هذه الإرادة أو تلك وفق هواها، ففي جميع هذه الأفعال، كما في تلك التي تخصّ ذاته والتي تخصّ الكائنات العاقلة الأخرى، يجب دائما اعتباره غاية في ذات الوقت، إنّ جميع موضوعات الميول ليس لها إلاّ قيمة مشروطة، ذلك لأنّه لو كانت الميول والحاجات المشتّقة منها غير موجودة لكان موضوعها بدون قيمة، لكنّ الميول ذاتها بوصفها مصادر للحاجة، لها قدر قليل من القيمة المطلقة التي تمنحها الحقّ في أن تكون مرغوبة لذاتها، وأكثر من ذلك، ينبغي على كلّ كائن عاقل أن يجعل أمنيته الكلّية هي التحرّر التامّ منها، ومن هنا فقيمة جميع الموضوعات التي نكتسبها بفعلنا هي دائما قيمة مشروطة، فالموجودات التي يعتمد وجودها، والحقّ يقال لا على إرادتنا، بل على الطبيعة ما دامت موجودات موجودات محرومة من العقل، ليس لها مع ذلك إلاّ قيمة نسبية، قيمة الوسائل، وهذا هو السبب الذي من أجله يدعوها المرء أشياء، بينما الموجودات العاقلة تدعى أشخاصا، ذلك أنّ طبيعتها تدلّ على من قبل بوصفها غايات في ذاتها، أعني شيئا لا يمكن استخدامه ببساطة كوسيلة، شيء يحدّ بالتالي من كلّ قدرة على التصرّف حسب هوانا (وهو موضوع احترامنا تلكم إذن ليست مجرّد غايات ذاتية، يملك وجودها من حيث هو معلول لفعلنا، قيمة بالنسبة إلينا، بل هي غايات موضوعية أعني أشياء وجودها غاية في ذاته، بل وتكون غاية بحيث لا يمكن أن نستبدل بها أيّة غاية أخرى، ويلزم أن تقوم بخدمتها الغايات الموضوعية بوصفها مجرّد وسائل (…) وعلى ذلك، فإذا كان لا بدّ للعقل من مبدأ عملي أسمى، كما لا بدّ للإدارة الإنسانية من أمر مطلق، فإنّ هذا المبدأ يلزم أن يكون بحيث يكون بالضرورة عند تمثّل ما هو غاية في ذاته غاية لكلّ إنسان، فهو يشكّل مبدأ موضوعيا للإدارة، و يمكن بالتالي أن يكون بمثابة قانون عملي كلّي، و أساس هذا المبدأ هو التالي: إنّ الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها».

    (إمانويل كانط، أسس ميتافيزيقا الأخلاق، ترجمة فيكتور دلبوس، دولاغراف، 1969، ص: 148-149)

     

     

    تأطير النص

    النص مقتطف من كتاب “أسس ميتافيزيقا الأخلاق” للفيلسوف إمانويل كانط، ترجمة فكتور دلبوس سنة  1969(ص 148–149)، وفي هذا الكتاب يقدم كانط محاولة تحليلية تنطلق من المعرفة المشتركة لتصل إلى المبادئ، حيث تمكن من استنباط المبدأ الأخلاقي الأسمى، حيث يكون الخبر بالفعل هو الخير بالقصد، وفي هذا النص يقرر كانط أنه يحب التعامل مع الشخص باعتباره غاية في ذاته.

    صاحب النص

    هو الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724 – 1801) المزداد بكوينسبرغ، وكان الابن الرابع في أسرة تتكون من 11 ولدا، كان والده حرفيا، وأشرفت والدته على تربيته وعرفته على الواعظ شولتز الذي كان له أثر كبير في التطور الفكري لكانط، درس الرياضيات والفلسفة والعلوم الطبيعية، كتب أولى مقالاته باللغة الألمانية عام 1746 تحت عنوان “آراء حول التقدير الصحيح للقوى الحية” محاولا التوفيق بين الديكارتيين وأتباع ليبنتز، ويتحدد مشروعه الفلسفي في النقد الذاتي للعقل لتحديد ملكاته وحدوده وأهم مؤلفاته التي عرف فيها مذهبه هي:

    • نقد العقل الخالص (1781).
    • نقد العقل العملي (1788).
    • نقد ملكة الحكمة (1790).

    الطرح الإشكـالي

    أين تكمن قيمة الشخص، هل في كونهغاية  في ذاته باعتباره ذات أخلاقية، أم أن قيمته تتحدد بالشكل الذي يرغبه الآخرون؟

    المفاهيم الأساسية

    • الأمر المطلق: هو أمر قطعي تمت صياغته بشكل صوري مجرد، وقد وضعه كانط باعتباره المبدأ الأخلاقي الأسمى، وصيغته كالتالي: “تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك، كما في شخص غيرك، دائما وأبدا، كغاية وليس مجرد وسيلة بتاتا”.
    • قيمة مشروطة: لكل شيء قيمة، قد تكون قيمة نفعية تكمن في ما تحققه من نتائج نفعية، وهو ما يسمى بالقيمة المشروطة، بينما قيمة الشخص تكمن في كونه ذاتا عاقلة وأخلاقية وحرة وليس مجرد وسيلة يستخدمها الآخرون لتحقيق مصالح خاصة.
    • الشخص: هو كائن اجتماعي، هو الإنسان، ويسمى فردا عندما يكون مجرد عضو بيولوجي داخل المجتمع، ويسمى شخصا عندما يزاول دورا داخل جماعة كأن يكون أبا، أستاذا، صانعا، وفي هذا الصدد يميز رالف لنتون بين الشخصية الأساسية والشخصية الوظيفية.

    الأطروحة

    يذهب كانط إلى أن قيمة الشخص تكمن في كونه ذاتا لعقل أخلاقي عملي، فهو غاية في ذاته، فالإنسان يتميز داخل نظام الطبيعة بامتلاكه لملكة الفهم مقارنة مع باقي الكائنات الأخرى، وعليه فهو يتصرف وفق القاعدة الأخلاقية التالية: “تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك، كما في شخص غيرك كفاية وليس مجرد وسيلة بتاتا”.

    الأفكار الأساسية

    • الإنسان كائن عاقل وحر، وذلك من خلال امتلاكه لملكة الفهم التي تجعله يعامل باعتباره غاية في ذاته وليس وسيلة في يد الآخرين.
    • إن قيمة كل إنسان تكمن في القدرة على التحرر من القيود الخارجية.
    • إن قيمة الشخص هي قيمة غير مشروطة، أي أنها لا تتوقف عما نحققه من خلاله من نتائج عملية، بل إن له قيمة في ذاته تكمن في كونه ذاتا أخلاقية، بعبارة أخرى إن الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها.

    البنية الحجـاجية

    • التأكيد: يجب دائما اعتباره غاية.
    • النفي: ليس مجرد وسيلة، لا يمكن…
    • الاستدلال: إذا كان… فإن …
    • المقارنة: قيمة الإنسان تختلف عن قيمة باقي الكائنات.

    الاستنتاج

    الإنسان يمكنه أن يتخذ من الأشياء وسائل يستخدمها لتحقيق أغراضه، لكن ليس من أن حقه يعامل الأشخاص كوسائل ذاتية نفعية، لأن الإنسان هو غاية في ذاتها وليس وسيلة لتحقيق أغراض الآخرين، وهذا ما يمنحه قيمة داخلية مطلقة، ويكسبه احتراما لذاته، ويملك بذلك كرامته الإنسانية.

    قيمة النص وراهنيته

    تكمن قيمة النص في كونه يدعو إلى ضرورة التعامل مع البشر باعتبارهم ذواتا مفكرة وأخلاقية تستحق أن تعامل باحترام، وهذه الدعوة شكلت أهم بند في الاتفاقيات العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان وكرامته خاصة اتفاقية حقوق الإنسان المؤسسة عام 1948.

    استغـلال معطيـات النص للإجابة على الإشكـال المطروح

    انطلاقا من النص يمكن القول أن قيمة الشخص تكمن في كونه غاية في ذاته وليس وسيلة في يد الآخرين، وذلك لأن الإنسان كائن عاقل وحر وأخلاقي، لكن وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن أن نتسائل، هل فقط الإنسان العاقل هو من يستحق الاحترام وأن يعامل على أساس غاية في ذاته؟ ألا يستحق الأحمق والجنين أن يعامل هو الآخر كما لو كان إنسانا مكتمل الإنسانية؟ (أطروحة طوم ريغان)

    ‏يعتبر الإنسان داخل نظام الطبيعة (كظاهرة من ظواهر الطبيعة وكحيوان عاقل) غير ذي أهمية قصوى : إذ أنه يمتلك مع مجموع الحيوانات الأخرى – بوصفها منتوجات للارض – قيمة مبتذلة. لكن ما جعله – إضافة إلى امتلاكه ملكة الفهم – يسمو على جميع الكائنات الأخرى هو كونه قادرا على تحديد غايات لنفسه 

    لا يكسب بذلك إلا قيمة خارجية نفعيه، هذا بالرغم من كوننا قادرين على تفضيل هذا الإنسان عن ذاك (وكأننا أمام تجارة للبشر). الأمر الذي يؤدي بنا إلى القول أن الإنسان يقوم بسعر وكأنه بضاعة داخل تجارة للبشر منظورا إليهم من زاوية الحيوان أو الأشياء، لكن سعره ذاك يظل أقل قيمة من قيمة متوسط العملة السائدة والتي تؤخذ كقيمة عليا

    لكن عندما نعتبره كشخص، أي كذات لعقل أخلاقي عملي، سنجده يتجاوز كل سعر. وبالفعل لا يمكن أن تقدره – بوصفه كذلك أي بوصفه شيئا في ذاته – فقط كوسيلة لتحقيق غايات الآخرين أووسيلة لتحقيق غاياته الخاصة بل يمكن تقديره كغاية في ذاته وهذا معنى أنه يمتلك كرامة (وهي قيمة داخلية مطلقة). وبامتلاكه لهذه القيمة يرغم كل الكائنات العاقلة الأخرى على احترام ذاته ويتمكن من مقارنة ذاته بكل مخلوقات نوعه، ويتبادل معها نفس الاحترام على أساس قاعدة المساوا ة.

    وهكذا تكون الإنسانية التي تجثم في شخصه موضوع احترام يمكنه أن يلزم به كل الآخرين. ولن يستطيع أي إنسان أن يحرم نفسه منه أو أن يتخلى عنه (..) . وهذا يعني أنه لا ينبغي عليه أن يبحث عن غايته – وهذا من واجباته – بطريقة منحطة (…) ولا ينبغي عليه أن يتخلى عن كرامته، بل يجب عليه دائما أن يحافظ على الوعي بالخاصية السامية لتكوينه الأخلاقي الذي يدخل ضمن مفهوم الفضيلة، . إن هذا الاحترام للذات إذن هوواجب على كل إنسان تجاه نفسه.


    إيمانويل كانط، ميتافيزيقا الأخلاق – الجزء الثاني، ، ص 109-108.

     

    يجد الشخص نفسه في وضع بشري لا تنتهي مآزقه، بدءًا ببؤرة الهوية الشخصية، وما تحمله من معضلات وما تنطوي عليه من إحراجات ورهانات، أكبرها وأخطرها مسألة الشخص بوصفه قيمة، سيما وأننا خلصنا إلى أن الهوية تتسم بالنسبية والتنوع، وهي خلاصة ستكون لها تداعيات على البعد القيمي للوجود الإنساني، باعتباره بنية مركبة تتميز بالتعقيد والتشابك بين الذاتي والموضوعي، الفردي والعلائقي، وهو ما يعمق المفارقات المرتبطة بقيمة الشخص، سيما ونحن نعيش اليوم أزمنة الاتجار في البشر والجرائم ضد الإنسانية بالحروب والتعذيب والاستغلال، إنه إشكال مؤرق يسائل توقعات قيمة الإنسان والكرامة الإنسانية وضرورة احترام الكائن الإنساني باعتباره غاية الغايات وواقعه كوسيلة رخيصة وأداة بئيسة في عالم لم يعد يكترث بالقيم، مما يدفعنا إلى بسط الإشكالية الآتية:

    أين تكمن قيمة الشخص؟ ما طبيعة قيمة الشخص: هل هو غاية أم وسيلة؟ ومن أين يكتسب بعده القيمي: هل باعتباره كائناً عاقلاً أم لكونه ذاتاً أخلاقية؟ وهل تنحصر قيمة الشخص في بعده الأخلاقي أم في بعده العلائقي أم في أبعاد أخرى؟

     

    تجدر الإشارة أن النص يعمق الإشكالية بتساؤلات ضمنية من قبيل:

     

    • ما الشخص؟
    • ما القيمة؟
    • وما الكرامة؟
    • وهل فعلاً أن العقل الأخلاقي هو ما يمنح للشخص قيمة ويجعله غاية لا وسيلة؟

     

    مطلب التحليل

     

    جواباً على الإشكالية، تقدم الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط بأطروحة مفادها أن الشخص ذات لعقل عملي أخلاقي، يمتلك كرامة مطلقة، بمعنى أن الشخص غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة تستخدمها أهواء الغير، مما يستوجب احترامه ومراعاة كرامته، والتصرف وفق الأمر الأخلاقي المطلق. ولتوضيح موقفه، وظف كانط جملة من المفاهيم شكلت الإطار النظري لتصوره، حيث عرف الشخص بأنه ذات لعقل أخلاقي عملي، وبالتالي يتجاوز كل سعر أو محاولة للتبضيع والتسليع، وهنا تبرز قيمته المطلقة. وإذا كانت القيمة valeur هي ما تقوم به الذات أو الموضوع، أي الصفة والخاصية التي تمنح الحظوة والتقدير لوجود الرغبة تجاه المرغوب فيه، فإن هذا التقدير قد يكون ظرفياً نسبياً، كما هو الشأن بالنسبة للموضوعات (الوسائل) وقد تكون مطلقة عندما نتحدث عن قيمة الشخص (الغاية)، ليصل الفيلسوف إلى الحجر الأساس الضامن لثبات هذه القيمة انطلاقاً من مفهوم الكرامة الإنسانية التي تعتبر قيمة القيم: “تصرف دائماً على نحو تعامل بمقتضاه الإنسانية في شخص غيرك كما في شخصك”. وهذا معنى الأمر المطلق الذي يتسم بالكونية والإطلاقية، هو مبدأ أخلاقي قطعي، يجب الالتزام به في كل الحالات، لأن الشخص الواحد يختزل الإنسانية جمعاء.

    لكن كيف دافع الفيلسوف عن وجهة نظره؟ 

    لإقناعنا بدعواه، استخدم كانط مرافعة ضمت مجموعة من الأساليب الحجاجية. استهلها بآلية المقارنة بين الإنسان كجزء من الطبيعة وباقي كائناتها، مشيراً أنه لا يكتسي إلا قيمة هشة مبتذلة: “يعتبر الإنسان داخل نظام الطبيعة كائناً غير ذي أهمية قصوى، ذلك أنه يمتلك مع مجموع الحيوانات الأخرى قيمة مبتذلة”. مستدركاً أن اتسام الإنسان بالعقل هو ما جعله يسمو على باقي الكائنات: “لكن فضلاً عن امتلاكه ملكة الفهم – التي جعلته يسمو على الكائنات الأخرى”. غير أن ملكة الفهم (العقل) لم تمنحه سوى قيمة خارجية نفعية، بحيث أصبحت ذاته تقوم بسعر، وبالتالي يخضع لمنطق التسليع والتبضيع والعبودية: “فإنه لا يكتسب بذلك إلا قيمة خارجية ذات منفعة.. وكأننا أمام تجارة للبشر، الأمر الذي يؤدي.. الإنسان يقوم بسعر وكأنه بضاعة”. متوسلاً بآلية النفي في الكثير من الأحيان، رافضاً تسعير وتشييء الإنسان: “لا يمكن أن تقدره فقط كوسيلة لتحقيق غايات الآخرين.. أو غاياته الخاصة”، ضارباً عرض الحائط بهذا التصور الأداتي للإنسان، مؤكداً أن ما يمنح الشخص قيمة هو كونه غاية في ذاته: “بل يمكن تقديره بوصفه غاية في ذاته، وهذا يعني أنه يمتلك كرامة”. والكرامة الإنسانية قيمة مطلقة، بل هي قيمة القيم، لأنها ترغم جميع الكائنات على احترامه. ليتوج النص باستنتاج مفاده وجوب معاملة الذات الإنسانية بمقتضى: “إن هذا الاحترام للذات إذن هو واجب على كل إنسان تجاه نفسه”.

    • إذا كان كانط يرفض التصورات التي تختزل الشخص في بعده الطبيعي أو العقلي، وينص في المقابل على أن ما يمنح الشخص قيمة هو ذاته الأخلاقية، فإلى أي حد يمكن القبول بهذا التصور كحل للإشكالية؟

    مطلب المناقشة

    لا نجانب الصواب إذا قلنا إن أطروحة كانط التي أسست قيمة الشخص على الذات الواعية الأخلاقية، تكتسي قيمة أخلاقية حقوقية وفلسفية، لكونها تناهض الخطابات التي تحط من قيمة الإنسان وكرامته. سيما أنه عايش غروب العقلانية الغربية التي دافع عنها ديكارت، والتي أساءت أوروبا آنذاك توظيفها في حملات استعمارية، وقتل واستعباد العديد من البشر بدعوى أنهم بدائيون متوحشون لا يمتلكون العقل، يجوز معاملتهم كأشياء من أشياء الطبيعة. مما جعل كانط يحصن العقل الديكارتي بالأخلاق، ليصبح عقلاً عملياً أخلاقياً بمقتضاه يكون الشخص غاية مطلقة، ملزماً باحترام ذاته واحترام الغير، بمعنى احترام الإنسان لا احتقاره واستغلاله. وهو ما تعانيه البشرية اليوم من عنف وقمع وحروب ومجاعات وآلام، حيث أصبح الإنسان مجرد أداة وسلعة رخيصة وليس غاية تمتلك قيمة مطلقة. 

    وهذا التصور الفلسفي الأخلاقي نجد له شبيهاً لدى الفيلسوف الفرنسي المعاصر إيمانويل مونييه، الذي ينتمي إلى الفلسفة الشخصانية التي تعلي من قيمة الشخص وتجعل منه غاية في ذاته، حيث يؤكد أن الشخص يتميز بالوعي والإرادة والتجاوز (التشخصن)، بخلاف الأشياء التي لا وعي لها ولا إرادة.

    لكن هل فعلاً أن ما يمنح للشخص قيمة هو كونه ذاتاً واعية أخلاقية؟

    لا يشاطر الفيلسوف الأمريكي طوم ريغان التصور الكانطي لقيمة الشخص، بحصرها في الذات الواعية الأخلاقية، وتخصيصها وحدها بالاحترام. إذ يعتبر ريغان أن هذا الموقف الكانطي غير أخلاقي، لأنه ينزع صفة الشخص عن الأشخاص المعاقين والمجانين والأطفال والمرضى الذين دخلوا في حالة الغيبوبة الدائمة، هؤلاء يظلون بشراً، لكنهم ليسوا أشخاصاً وفق التعريف الكانطي، لا نصيب لهم في الاحترام، في حين أن قيمة الشخص حسب طوم ريغان تشمل كل الكائنات التي تستشعر الحياة. وهذا التصور يتمتع اليوم براهنية كبيرة، لكونه أيقظ في البشرية قيمة الحياة وخطورة التمركز على الذات واختزال مفهوم القيمة في الشخص الإنساني، مما أفضى إلى استنزاف وتخريب الحياة الإيكولوجية، وتفاقم الكوارث البيئية واستفحال المجاعات والاقتتال على الموارد الطبيعية، والنتيجة انحطاط أكبر لقيمة الإنسان.

    من جانبه، يرى الفيلسوف جورج غوسدورف أن قيمة الشخص لا تكمن في مفهوم الفرد المنعزل والمستقل بذاته، كما تجسدت في الفلسفة الحديثة من خلال الذات المفكرة (ديكارت) أو الذات الأخلاقية (كانط)، هي فكرة مثالية لا تستقيم مع الوجود الواقعي للإنسان، لأن الوجود الإنساني ليس وجود عزلة وانفراد واستكفاء وهمي، وبالتالي فقيمة الشخص تتجلى في مفهوم الشخص الأخلاقي لا مفهوم الفرد، والقيمة الأخلاقية للشخص تتجسد من خلال الانفتاح على الغير واستقباله عبر أشكال التضامن والمشاركة والقدرة على الانفتاح والعيش المشترك، والقدرة على التعاون الإنساني.

    وهذا التصور سيعمقه الفيلسوف الأمريكي جون راولز الذي يرى أن الشخص يستمد قيمته من اعتباره مواطناً قادراً على المشاركة والتأثير في مختلف مجالات الحياة وميادينها، واحترام الحقوق والواجبات. في ظل ديمقراطية تجعل من المواطنين أشخاصاً أحراراً يتوفرون على كفاءات أخلاقية وعقلية تمنحهم عضوية كاملة داخل المجتمع، وهذه العضوية القائمة على التعاون، تدفع الأشخاص إلى امتلاك حس للعدالة وتصور معين للخير يساعد على تحقيق العدالة والإنصاف للجميع، يقول: “الشخص هو ذلك الكائن القادر على المشاركة في الحياة الاجتماعية.. واحترام مختلف الحقوق والواجبات”.

     

    مطلب التركيب

     

    يتضح من خلال عمليتي التحليل والمناقشة أن محاولة الإجابة عما يحدد قيمة الشخص، أفضى إلى اختلاف وتنوع في وجهات نظر الفلاسفة. فمنهم من رأى أن قيمة الشخص تكمن في ذاته الأخلاقية، ومنهم اعتبرها تستمد من وعيه وحريته وتشخصنه، ومنهم من اعتبر أن استشعار الحياة هو القيمة الأصلية للشخص، وآخرون ربطوا قيمة الشخص ببعده العلائقي وقدرته على الانفتاح على الآخرين وامتثاله للواجب كمواطن فاعل قادر على المشاركة في الحياة الاجتماعية والتأثير في مختلف مجالاتها. وهو اختلاف يجد تفسيره في طبيعة المنطلقات الفكرية لكل منظور. بيد أن الرهان العميق لموضوع قيمة الشخص هو أهمية يقظة الضمير الإنساني تجاه مظاهر العبودية المعاصرة وسحق كرامة الإنسان لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية أو رغبة مرضية في قهر البشر.

    خلاصة القول إن التفكير الفلسفي يرفع من قيمة الشخص ويعتبره غاية الغايات، وقيمة القيم، مع ضرورة التقاط الرسائل الفلسفية المركزية بضرورة التعامل الأخلاقي مع الشخص كغاية وليس وسيلة. وهذه هي عملية تشخصن مستمرة مما يجعلها نسبية في سيرورة وصيرورة دائمة تزداد بالانفتاح على الغير، التضامن والمشاركة والالتزام الأخلاقي. كما لا ينبغي نزع القيمة عن الأشخاص بتبريرات جاهزة، لأن الانتماء إلى الإنسانية هو ما يمنح للشخص قيمة.

    Scroll to Top